سورة آل عمران - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله عز وجل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلكِ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يريد به ملك أمر الدنيا والآخرة.
والثاني: مالك العباد وما ملكوه، قاله الزجاج.
والثالث: مالك النبوة، قاله مجاهد.
{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أن المُلك هنا النبوة، قاله مجاهد.
والثاني: أنه الإيمان.
والثالث: أنه السلطان.
روى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل مُلْك فارس والروم في أمته، فأنزل الله هذه الآية.
{وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ} يحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: تعز من تشاء بالطاعة، وتذل من تشاء بالمعصية.
والثاني: تعز من تشاء بالنصر، وتذل من تشاء بالقهر.
والثالث: تعز من تشاء بالغنى، وتذل من تشاء بالفقر.
{بِيَدِكَ الْخَيْرُ} أي أنت قادر عليه، وإنما خَصَّ الخير بالذكر وإن كان قادراً على الخير والشر، لأنه المرغوب في فعله.
قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} فيه قولان:
أحدهما: معناه تدخل نقصان الليل في زيادة النهار، ونقصان النهار في زيادة الليل، وهو قول جمهور المفسرين.
والثاني: أن معناه تجعل الليل بدلاً من النهار، وتجعل النهار بدلاً من الليل، وهو قول بعض المتأخرين.
{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قرأ نافع وحمزة والكسائي: الميّت بالتشديد، وقرأ الباقون بالتخفيف.
واختلفوا في معناه بالتخفيف والتشديد، فذهب الكوفيون إلى أن الميْت بالتخفيف الذي قد مات، وبالتشديد الذي لم يمت بعد.
وحكى أبو العباس عن علماء البصريين بأسرهم أنهما سواء، وأنشد لابن الرعلاء القلابي:
ليس من مات فاستراح بميت *** إنما المْيتُ ميّت الأحياء
إنما الميْتُ من يعيش كئيباً *** كاسفاً بالُه قليل الرجاء
وفي تأويل إخراج الحي من الميت قولان:
أحدهما: أنه يخرج الحيوان الحي في النطفة الميتة، ويخرج النطفة الميتة من الحيوان الحي، وهذا قول ابن مسعود، ومجاهد، وقتادة، والسدي.
والثاني: أنه يخرج المؤمن من الكافر، ويخرج الكافر من المؤمن، وهذا قول الحسن.
وقال قتادة: وإنما سَمَّى الله يحيى بن زكريا بيحيى لأن الله عز وجل أحياه بالإيمان.
{وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فيه ثلاثة أقاويل مضت.


قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} في آل عمران قولان:
أحدهما: أنه موسى وهارون ابنا عمران.
والثاني: أنه المسيح، لأن مريم بنت عمران، وهذا قول الحسن.
وفيما اصطفاهم به ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه اصطفاهم باختيار دينهم لهم، وهذا قول الفراء.
والثاني: أنه اصطفاهم بتفضيلهم في الأمور التي ميزهم بها على أهل زمانهم.
والثالث: أنه اصطفاهم باختيارهم للنبوة، وهذا قول الزجاج.
قوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} فيه قولان:
أحدهما: أنهم صاروا ذرية بالتناصر لا بالنسب، كما قال تعالى: {المُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} [التوبة: 67] يعني في الاجتماع على الضلال، وهذا قول الحسن، وقتادة.
والثاني: أنهم في التناسل والنسب، إذ جميعهم من ذرية آدم، ثم من ذرية نوح، ثم من ذريةإبراهيم، وهذا قول بعض المتأخرين.


{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} فيه ثلاثة أقاويل:-
أحدها: محرراً أي مُخْلَصاً للعبادة، وهذا قول الشعبي.
والثاني: يعني خادماً للبيعة، وهذا قول مجاهد.
والثالث: يعني عتيقاً من الدنيا لطاعة الله، وهذا قول محمد بن جعفر بن الزبير.
قوله تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ ربِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى} إنما قالت ذلك اعتذاراً من العدول عن نذرها لأنها أنثى.
ثم قال تعالى: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بضم التاء، فيكون ذلك راجعاً إلى اعتذارها بأن الله أعلم بما وضعت، وقرأ الباقون بجزم التاء، فيكون ذلك جواباً من الله تعالى لها بأنه أعلم بما وضعت منها.
ثم قال تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} لأن الأُنثى لا تصلح لما يصلح له الذكر من خدمة المسجد المقدس، لما يلحقها من الحيض، ولصيانة النساء عن التبرج، وإنما يختص الغلمان بذلك.
{وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} فيه تأويلان:
أحدهما: معناه: من طعن الشيطان الذي يستهل به المولود صارخاً، وقد روى ذلك أبو هريرة مرفوعاً.
والثاني: معناه من إغوائه لها، وهذا قول الحسن، ومعنى الرجيم المرجوم بالشهب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8